انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار محكمة استئناف بوقف مؤقت لنقل أرض ضرورية لشركتي التعدين العملاقتين «ريو تينتو» و«بي إتش بي» لتطوير ما يُتوقع أن يصبح أحد أكبر مناجم النحاس في البلاد.
وكتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» يوم الثلاثاء أن هذا التأخير الأخير في مشروع منجم «ريزولوشن كوبر» في أريزونا سيؤثر على آلاف الوظائف في وقت «تحتاج فيه أكبر اقتصاد في العالم ببساطة إلى النحاس – والآن!».
وجاءت تصريحات ترامب بعد وقت قصير من لقائه بالرؤساء التنفيذيين لشركتي «ريو تينتو» و«BHP» في البيت الأبيض، بحضور وزير الداخلية دوغ بورغوم.
وقد سعت شركتا التعدين العالميتان لتطوير مشروع النحاس في أريزونا معاً لما يقرب من عقدين، لكن الإجراءات واجهت مشكلات قانونية متعددة.
اقرأ أيضاً: سوق النحاس تحت الضغط بسبب رسوم ترامب الجمركية
وأصدرت محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة التاسعة يوم الاثنين أمراً قضائياً مؤقتاً لمنع نقل الأرض، في الوقت الذي تنظر فيه المحكمة في الطعون المقدمة من معارضين للمشروع، بما في ذلك قبيلة سان كارلوس أباتشي، التي تسعى لوقف المشروع لأسباب دينية وثقافية وبيئية.
وقال ترامب في منشور على «تروث سوشيال»: «من المؤسف جداً أن نشطاء اليسار الراديكالي يمكنهم القيام بذلك، وتأثيرهم على حياة الكثير من الناس. أولئك الذين قاتلوا المشروع هم ضد أميركا ويمثلون دولاً منافسة في مجال النحاس».
وصفت شركة «ريزولوشن كوبر» قرار المحكمة يوم الاثنين بأنه «مجرد توقف مؤقت»، مؤكدة ثقتها في أن المحكمة ستؤكد في نهاية المطاف نقل الأرض الضروري للمشروع.
وقال تيري رامبلر، رئيس قبيلة سان كارلوس أباتشي، في منشور على فيسبوك: «هذا المنجم المقترح هو عملية نهب، سيدمر منطقة مقدسة، يدمر بيئتنا، يهدد حقوقنا المائية، وهو سيء لأميركا».
وأضاف رامبلر، مخاطباً منشور ترامب على منصة «تروث سوشيال» حول القرار القضائي الأخير، أن تصريحات الرئيس الأميركي «تعكس معلومات مضللة كررتها مصالح تعدين أجنبية ترغب في استخراج النحاس الأميركي».
وأشار إلى استعداده للقاء إدارة ترامب للمساعدة في «حماية المصالح الأميركية».
المشروع المقترح في أريزونا هو منجم تحت الأرض يبعد نحو 60 ميلاً شرق مدينة فينيكس، بالقرب من بلدة سوبيريور، وتملك الشراكة المشتركة 55% منها «ريو تينتو» و45% «BHP».
وقالت «ريزولوشن كوبر» إن رواسب الخام تمثل «واحدة من أهم رواسب النحاس غير المستغلة حالياً»، وتقدر إمكانات المشروع بإضافة مليار دولار سنوياً إلى اقتصاد أريزونا.
ويُعد النحاس معدنًا أساسيًا في الاقتصاد الحديث، إذ يدخل في كل شيء تقريباً من الألواح الشمسية والتوربينات الهوائية إلى التطبيقات الدفاعية وبنية الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن يقفز الطلب على النحاس خلال السنوات المقبلة بشكل كبير، متجاوزاً العرض بشكل كبير في ظل التحول نحو الطاقة النظيفة.
اقرأ أيضاً: سوق النحاس تحت الضغط بسبب رسوم ترامب الجمركية
وفي منشور على منصة لينكدإن، شكر الرئيس التنفيذي لشركة «BHP»، مايك هنري، ترامب وبورغوم على «قيادتهما القوية لإعادة تنشيط سلاسل توريد التعدين والمعالجة في أميركا ولصالحها».
وأضاف هنري، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة «ريو تينتو»، جاكوب ستوشولم، والرئيس التنفيذي القادم لشركة BHP، سايمون تروت، أنهم التقوا بترامب وبورغوم لتأكيد التزام الشركة بتطوير مشروع «ريزولوشن كوبر».
وفقاً لبنك ING الهولندي، تنتج الولايات المتحدة نحو 5% فقط من النحاس عالمياً، كما شهدت انخفاضاً قدره 20% في الإنتاج خلال العقد الماضي. ومن جهة أخرى، يمكن أن يستغرق بناء مناجم جديدة في البلاد وقتاً طويلاً بسبب طول إجراءات الحصول على التصاريح.
وفي خطوة فاجأت الأسواق مؤخراً، أعفى الرئيس الأميركي ترامب المعادن المكررة من الرسوم الجمركية على منتجات النحاس. وكان ترامب قد أعلن في البداية عن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النحاس كجزء من جهوده لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل اعتماد البلاد على الواردات.
لكن في إعلان لاحق مخفف، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 50% على أنابيب وأسلاك النحاس اعتباراً من 1 أغسطس آب، مستثنياً خامات النحاس والمركزات والأقطاب الكهربائية.
ويُقال إن أكثر من نصف احتياطيات النحاس العالمية تقع في خمسة دول فقط هي: تشيلي، أستراليا، بيرو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وروسيا.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي